زهرة الخاتمية او الخطمي وفوائدها

زهرة الخاتمية او الخطمي وفوائدها

جبال لبنان صيدلية طبيعية غنية بالإزهار الطبية والعاسلة
زهرة ((الخاتمية )) للنحل غذاء وللإنسان دواء

على الرغم من تطور الطبي السائر في سياق ثوري متواصل بموازرة تقدم العلوم المخبرية والدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة باكتشاف أنواع جديدة من العلاجات لا تستعصي على مرض مهما كان خطره يتجه اللبنانيون أكثر فأكثر نحو اعتماد الطب البديل أو الطب الإعشاب أو طب الشعبي كما هو معروف بدول الخليج في عودة لافتة للطبيعة تتأكد فاعليتها وسط اللبنانيين يوما بعد يوم خصوصا إذا علمنا إن ثمة الكثير من الحقائق والدراسات أثبتت إن الحياة العصرية مع ما يرافقها من ضغوطات نفسيه تفرضها على الإنسان في سبيل اللحاق بمستجداتها المتواترة بالإضافة إلى تزايد المواد المركبة والمصطنعة في الأغذية العصرية وحتى في الأدوية السريعة المفعول ناهيك عن ارتفاع نسب التلوث بكافة إشكاله هي كلها أسباب مباشرة لأكثر الإمراض التي يعاني منها الناس ...

وباعتقاد نسبه كبيرة من اللبنانيين لاسيما أبناء الجبال منهم إن التطور الطب الحديث على أهميته لم يساهم في تراجع المرض لدرجة إن كثيرين مازالوا يعيشون هاجس الخوف من ظهور إمراض جديدة وانتشار الإمراض المستعصية ..
وفي هذا الإطار يتجه اللبنانيون إلى اعتبار للكثير من النابتات والإزهار البرية التي كان يتطبب ويتداوى بها الأجداد من منطلق أنها يمكن إن تكون أكثر فائدة وأسرع من حيث النتيجة وان كانت الحقيقة العلمية تؤكد إن معظم الأدوية يتم تصنيعها من رحيق الإزهار وخواص الإعشاب والنباتات البرية ..

وتظهر هذه العودة إلى الطبيعة بشكل لافت في منطقة جبل لبنان التي اعتبرها رحالة وعالم نبات الانجليزي في بداية القرن 19 ((صيدلية طبيعية)) لكثرة ما تحتوي من أنواع نادرة من نباتات الطبية وتبعا لدراسات أجرتها الجمعية التعاونية لمربى النحل في منطقة المتن الأعلى فان منطقة جبل الكنيسة في أعالي مصايف المتن الأعلى تضم نحو أربعين نوعا من الإزهار الطبية والعاسلة يقتصر وجودها على هذه المنطقة من العالم ..

من هذا المنطلق يمكن معرفة سبب العودة إلى الجذور من خلال المسنين في القرى ، فهم خبروا النباتات في المجال الطب وتوارثها من جيل إلى جيل فلكل زهرة ونبتة فائدة في معالجة هذا المرض أو ذاك وثمة طريقة معينة في الاستفادة منها وتوجد في إحراج وجرود جبل لبنان الكثير من النباتات المعروفة منها:البابونج، الصعتر البري، إكليل الجبل ، عشبه البلان ، نعناع البري وغيرها الكثير التي تعرف بأسماء مختلفة تبعا لكل منطقة والتي يمكن إن تكون موضع اهتمام كثيرين من غير اللبنانيون اختلف التسميات خصوصا انه لا توجد تسمية علمية واحدة لها ...

الخاتمية أو((الخطمى الوردي)):
ومن بين هذه النباتات الطبية العاسلة التي تستخدم لغايات علاجية مختلفة تغطي المناطق الجبلية في لبنان في فترات محدودة من كل عام مساحات ملونة يشكلها انتشار زهرة ال((خطمي الوردي))أو ((الخاتمية)) كما يعرفها أبناء القرى اللبنانية...

والخاتمية زهرة برية يمكن استخدامها للزينة عند مداخل المنازل والجنائن نظر لجمال منظرها وطيب رائحتها ولونها الزهري في تدرجه الرائع بين الفاتح والداكن وصولا إلى اللون الخمري فضلا عن انه يوجد نوع منها ابيض ولكنه اقل انتشارا وهذه الزهرة تنتشر بشكل كبير بما جعلها في متناول المواطنين بسهولة وهي تنمو أيضا على جوانب الطرق وتتكاثر تلقائيا ..
ولا تعتبر زهرة الخاتمية نوعا من الإزهار الجميلة فحسب وإنما من النباتات التي تستخدم في مجالان الطب العربي وهي تكاد تكون زاد كل بيت في شتاء الجبال في لبنان منذ مئات السنين لاسيما عند إن الأجداد خبروا منافعها الطبية بالتجربة الحسية ولذلك يبدأ المواطنين في القرى الجبلية من ألان فصاعد قطف إزهارها وتعريضها لشمس حتى تجف وتوضيبها لتستخدم بالدرجة الأولى كنوع من ((الزهرات الشتوية )) التي تفيد في معالجة الرشوحات ونزلات البرد فضلا عن إمراض عديدة يعرفها العطارون ومن يتعاطون طب الإعشاب من أطباء ومهتمين بأنواع كثيرة من الطب البديل حتى إن الخاتمية تدخل كزهرة أساسية في خلطات الأدوية المستخرجة من الإعشاب تعرف الخاتمية باسم الخبيرة المنخزنية وهي نبته معمرة يصل طولها إلى مترين ذات جذور مميزة بيضاء غليظة وأوراق قلبية الشكل وإزهار قرنفلية اللون يعرف النبات علميا باسم Ailhaea officinalis تحتوي جذورها على 37% من مادة النشاء و11% من مادة هلامية وكان الخطمي مكونا رئيسيا في الحلوى التي تباع حاليا في الأسواق والتي تحمل اسم ((مارش ملو أو خدود البنات ))كما يحتوي على 11%من مادة بكتين وفلافونات وحمض الفينوليك واسباراجين وسكروز يستعمل الخطمي لحماية الأغشية المخاطية ويلطفها وكمضاد لمفعول الحمض في المعدة والقرحات الهضمية والتهاب المعدة وهو بمثابة ملين لطيف ويفيد كثيرا من المشكلات المعوية بما في ذلك التهاب اللفائفي والتهاب القالون ومتلازمة الأمعاء الهوجية..

إلى ذلك تعتبر نبته ((الخاتمية )) من النباتات الجيدة لاحتوائها على مواد هلامية وهي مفيدة لعلاج التهاب القصبة والكحة وقد وافق دستور الأدوية الألماني على تداول مستحضرات هذا النبات لعلاج حساسية الحنجرة وكذلك الكحة ويمكن عمل شاي من أوراق هذا النبات حيث يؤخذ ملء كوب ماء سبق غليه ويترك لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل مرتين باليوم ويستعمل ((الخطمي أو الخاتمية )) مغليا مثل الشاي في تطرية الجلد وتخفيف الألم والتهاب الحلق والقصبات ..
وتعتبر زهرة الخاتمية من أفضل الزهر في إنتاج العسل وفي هذا الإطار أشار إبراهيم المصري احد مربي النحل والمهتمين بالإعشاب الطبية والعاسلة إلى إن لبنان يتنوع مناخه يعتبر بمثابة صيدلية طبيعية كبيرة ورأى إن أهمية زهرة الخاتمية تكمن في كثرة فوائدها الصحية والطبية فضلا عن أهميتها في حصول النحل على كميات كبيرة من حب اللقاح الذي يستخدم لإطعام اليرقات الصغيرة وأشار إلى انه يمكن الإفادة من الخاتمية اقتصاديا من خلال جمعها وتوضيبها بطرق حديثة وتسوقها كنوع من الزهرات المفيدة لحالات مرضية عدة..

إما حسيب غانم احد العاملين في مجال بيع الإعشاب البرية والأغذية الطبيعية يقول : إن الخاتمية وحسب موسوعة الإزهار العلمية تعرف باسم خطمي الوردي وهي نوع من فصيلة زهر الخبازيات وتزرع في جنائن وتعمر لسنين والجزء الطبي منها يتمثل في الزهر الذي يجنى من أغسطس حتى أواخر سبتمبر والمواد الفعالة فيها هي المواد الهلامية وقليل من المواد الدابغة ، وأشار إلى إن أكثر ما يشجع الأهالي على استخدامها كزهور هو أنها تساهم في تخفيف اللوزتين والفم والنزلات الصدرية والألم المعدة والأمعاء ولفت غانم إلى إن الدكتور أمين رويحة يؤكد في مؤلفه حول الإعشاب الطبية إن الخاتمية تستعمل لمعالجة رمد العيون والجروح ودعا المواطنين إلى العودة إلى الطبيعة وهي الصيدلية الأهم في العالم التي تؤمن علاج الناس بعيدا عن الأدوية الكيميائية المصنعة وما لها تأثير سلبي على صحة العامة وشدد اعتماد العلم المعرفة في مجال طب الإعشاب كي لا يتسبب الاستخدام العشوائي لهذه الإعشاب بآثار سلبية ..........

مشكور على الموضوع

تسلم أخوي على المعلومات